عدد الرسائل : 124 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 20/01/2009
موضوع: الزوجة الجريئة أم المُطيعة الخميس يناير 29, 2009 12:49 am
يحترم 90% من الرجال المرأة الجريئة الواثقة من نفسها صاحبة الشخصية المميزة التي تبادر إلى طرح وجهة نظرها في أي موضوع ولا تسمح لأحد أن يلعب بعواطفها. هذا ما أكدته دراسة أميركية حديثة. تُرى هل تنطبق نتائج هذه الدراسة على الرجال في مجتمعاتنا العربية؟ قابلت مجموعة من الرجال المصريين المتزوجين وغير المتزوجين للإجابة عن هذا السؤال. يقول محمد (31 عاماً، متزوج منذ أربعة أعوام): oفضلت أن تكون زوجتي غير مرتبطة بعمل خارج المنزل ليس لكوني رجلاً متسلطاً، لكننا تناقشنا في هذا الأمر خلال فترة الخطوبة وانتهينا إلى اتخاذ هذا القرار بشكل مشترك. أنا أعمل وهي تهتم بشؤون البيت وتربية الأبناء. قال لي البعض في بداية علاقتنا إنها لن توافق على ذلك لأن شخصيتها قوية وواثقة من نفسها وتقدِّر عملها (معلمة في مدرسة ابتدائية). لم تكن سمات شخصيتها تلك عائقاً بالنسبة لي، بل أعجبني فيها حماسها للعمل وأن يكون لها هدف ورسالة في الحياة، من هنا جاء إصراري على مناقشتها في الأمر مبكراً. اقتنعت هي بوجهة نظري وسارت حياتنا الزوجية بطريقة سلسة ورائعة. أحب المرأة الجريئة القادرة على النقاش والجدل الحميد كما أنني رفضت على الدوام الارتباط بامرأة سطحية أو ضعيفة الشخصيةa. بين الأمس واليوم في السياق نفسه يوضح كمال عبدالحميد الصفتي (55 عاماً): لم تكن زوجتي صاحبة شخصية قوية. كانت مطيعة جداً إلى حد أنها لا تبدي رأيها في أي أمر يخصّ مستقبلنا أو مستقبل بناتنا الثلاث. هي تعترف بهذا الأمر ولا تعتبره عيباً في شخصيتها، فقد نشأت في بيئة ريفية محافظة تماماً، لا تعطي المرأة حقاً في مخالفة رأي الرجل خصوصاً والدها وزوجها وشقيقها. لذا ترى أن الطاعة العمياء أفضل وسيلة لنجاح الحياة الزوجية. علمتني التجارب أن الحياة مشاركة في كل شيء. عندما أدركت عدم جدوى الكلام مع زوجتي في هذا الأمر قررت أن أزرع بذور الشخصية القوية والثقة بالنفس في بناتي الثلاث. نجحت إلى حد كبير في هذه المهمة مع اعتقادي أن الزمن نفسه قد تغير. فتاة الأمس غير فتاة اليوم، التي انفتحت على العالم بكل ما فيه من تحولات وتغيرات. يجدر بالمرأة في زماننا الراهن أن تكون جريئة في التعامل مع المحيطين بها، تعني الجرأة هنا الثقة في النفس والقدرة على التواصل مع الآخرين بكياسة وذكاء، فهذا أفضل من التخاذل والسطحية والطاعة العمياء في كل شيء. لا بد أن يملّ الرجل، بعد فترة من الزواج، زوجته المطيعة من دون نقاش أو تلك التي لا تتمتع بشخصية قويةa. يفضل الشاب المقبل على الزواج المرأة الجريئة والمدركة لحقوقها والواثقة من نفسها في هذا المجال يقول أحمد رضوان (23 عاماً): مازلت أبحث عن عروس، أظن أنني أبحث عن فتاة تشاركني الرأي في كل شيء، ففي زماننا هذا لم يعد هنالك فرق بين الرجل والمرأة، بل على العكس للمرأة دور كبير في نجاح الرجل في حياته العملية. المرأة الجريئة هي تلك التي تخترق مجالات الحياة المختلفة وتعبّر عن رأيها في كل القضايا الحياتية المطروحة وتشارك زوجها التفكير في المستقبل، لذلك أفضلها على المرأة المتخاذلة أو ضعيفة الشخصية. لا بد أن تزرع الزوجة صاحبة الشخصية القوية الواثقة من نفسها هذه الصفات في نفوس أبنائها سواء كانوا صبياناً أو بناتاً، لأن العبء الأكبر غالباً ما يقع على كاهل الأم في تربية الأبناء. جرأة وجدل محمد إبراهيم (20 عاماً طالب في كلية الهندسة) له رأي خاص في هذا الموضوع، يقول: لست ضد أن تكون الفتاة جريئة، ولا عيب في ذلك، فأنا أحب المرأة الذكية الطموحة والجريئة في الدفاع عن نفسها وعن حقوقها الرافضة أن يتلاعب أحد بمشاعرها، لكن المهم هنا هو تعريف الجرأة. إذا كانت تعني قوة الشخصية التي من شأنها أن تصنع جاذبية خاصة للمرأة، فأهلاً وسهلاً بها. أما إذا كان المقصود بها الجدل المستمر والنقاش في كل كبيرة وصغيرة فلا أظن أن هذا الأمر سيكون ممتعاً بالنسبة لأيّ رجل، خصوصاً الرجل الشرقي الذي تعوَّد أن يكون هو الآمر الناهي في بيته. كما أن الجدل من دون منطق يفتح باب الخلافات الزوجية، لذا أفضّل أن تتمتع الزوجة بدرجة من الجرأة المحمودة التي تعينها على متابعة حياتها بسلام مع زوجها وأبنائها، لا تلك التي تدمر حياتها. تعتبر د. ماجدة عامر (متخصصة في فن المعاملة بين الأزواج) ان الاعتدال أصل كل شيء، وترى أن نجاح الحياة الزوجية يعتمد في الأساس على التفاهم والمشاركة في كل أمور الحياة لا سيما في القرارات المصيرية، مشيرة إلى ان جرأة المرأة هنا يجب أن لا تُفسر على أنها خروج على طاعة زوجها، لأن طاعة الزوجة لزوجها أمر رئيس ومفروغ منه، لكن يمكن أن تكون جريئة في تنبيه زوجها إذا رأته يسير في اتجاه خاطئ قد يدمر ببيته. تكمن الجرأة هنا في طرح الرأي الصائب في التوقيت السليم. تؤكد على ضرورة أن يحترم المجتمع بأسره المرأة الجريئة في حال مطالبتها بحقوقها أو أعربت بجرأة عن رفضها لسلوك سيّئ صدر عن الرجل خصوصاً إذا كان متعلقاً بإهانة كرامتها أو التلاعب بمشاعرها وعواطفها